زغاريف وكراسى من مترو القاهرة

من حوالى شهر تقريبا سافرت كالمعتاد بلدنا اللى فيها منزل العائلة الكريمة فى اجازة قصيرة لقرية من قرى محافظة البحيرة اللى على نهر النيل علطول ودايما بحب اقول الكلمتين دول مش عارف لية, ما علينا من مكان البلد المهم انى قضيت وقت كويس وظريف واطمنت على اهلى وناسى وبدأت رحلة العودة الى القاهرة اللى قبل نهايتها بساعة تقريبا وانا فى الديزل "القطار" اتصل بيا على الموبايل صديق ليا جالى صوته من التليفون وهو تعبااااااااااان وبيقولى انت فين ؟؟ قولتلة انا فى الديزل وقدامى ساعة واكون فى محطة مصر قالى طيب فل قوى نتقابل فى المحطة ونروح سوا لأنى نسيت اقولكم انة جارى كمان, يادوب على ما انا اوصل القاهرة من طنطا
تقريبا يكون هو وصل المحطة برضو بس من مدينة نصر, المهم انا وصلت والراجل لقيتة منتظرنى وطبعا شايل هموم الدنيا كلها فى ملامح وشة من بعيد وسلمنا وهات يا بوس واحضان وحركات وبعدين اختصارا للوقت بقى فتحنا مناقشة من المناقشات اللى متلاقيش زيها غير فى قاهرة المعز بس, اية هى بقى المناقشة دى ؟؟

باختصار كدة "هنروح ازاى ؟؟ يعنى زغروف المواصلات وانا قلت عليها مناقشة لأنها فعلا تحس انها حاجة مرهقة انك تدخل فى حوار يكون المحور الأساسى فيه "لو انت فين هتركب اية ومنين علشان توصل فين" من غير بهدلة ولا قلة قيمة !!!, طيب احنا رايحين الهرم يبقى اسهل واسرع حاجة اننا نركب المترو اللى بعتبرة اختراع سهل الأمور على ناس كتير قوى وانا منهم فى عملية الانتقال من مكان لمكان, وبالفعل اخدنا القرار ونزلنا سلم المترو وهات يا رغى رغى رغى ونتفرج على الباديهات الكارينا اللى بقت مالية الشوارع لحد ما وصلنا لشباك التذاكر اللى نفسى فى يوم اشوف الصف اللى علية واخد شكل خط المستقيم, دايما بيفكرنى بقالب السكر اللى متجمع علية النمل وزية زى كشك العيش لأننا كمصريين ناجحين جدا فى تنمية وتطوير ثقافة هاتلى معاك شوية فى كيس وبتطبق فى اماكن كتير, ما علينا من كل دة المهم بقى كل واحد فينا فى ايدة تذكرة وادنجلنا بقى على رصيف المترو فى انتظار الفرج من ربنا.

وفجأة بضرب بعينى اللى يندب فيها رصاصة دى علشان اخدت بالها من زغاريف المترو وتحديدا كراسى المترو المكسرة فى المحطة واللى اظرف حاجة فيها انها الكراسى اللى قدام العربيات المخصصة للسيدات والكراسى بقى كلها مخلوعة من القواعد بتاعتها وملمومة كدة على جنب جنب القعدة الخرسان دى ومحطوطين وكافيين شيرهم خرهم, ممكن يكون فى الوقت الحالى الكراسى دى اتصلحت لأنى بصراحة من وقتها منزلتش رمسيس بس برضو ممكن يكونوا زى ما هم وعلى فكرة انا صورتهم بالموبايل وصورت الراجل اللى معايا كمان معاهم على اعتبار انها صورة مشرفة من صور نهضة مصر الحضارية, اللى فقع مرارتى بجد بقى انى قبل الموقف دة باسبوع تقريبا كنت فى نفس المحطة وكان التوقيت دة هو التوقيت اللى الدنيا كانت مقلوبة فيه فى كل محطات المترو علشان يطبقوا نظام النزول والصعود من ابواب معينة فى المترو بعد اكتر من 10 سنين من تشغيلة وطبعا كان فى فرض غرامات فورية على الناس يعنى القانون بيطبق بالعافية مش بالمعاملة الحسنة, المهم انى لقيت زحمة ودوشة وناس ملمومة من بعيد كدة فقولت ما تروح تتفرج يا برنس وتشوف الدنيا فيها اية يعنى من باب حب الاستطلاع او الفضول اللى ملوش اى تبرير زى كل المصريين طبعا وقربت اكتر واكتر واكتر وفجاة لقيت اية ؟؟؟

اقولكم لقيت اية ... لقيت ست عجوزة وكبيرة فى السن مغمى عليها ومسخسخة وكل الناس حواليها وابنها شاب فى التلاتينات تقريبا فى حالة هيستريا وبيزعق لموظفين المترو اللى واقفين فى حالة شموخ غريبة كدة تديك احساس ان كل واحد فيهم واخد تصريح انة ينكد على مخاليق ربنا ومحدش يقدر يقولة تلت التلاتة كام وكل الناس دى طبعا متحاوطين بطقم عساكر من النوع اللى مش فاهم حاجة ولا هيفهم غير انهم لازم يقفوا كدة وميتحركوش وانهم دلوقتى فى حالة حرب ضد اعداء المترو. عارفين دا كلة كان لية !!! دا كله كان علشان الست العجوزة دى نزلت من باب غلط وبالتالى لازم تدفع غرامة ولو مدفعتش ابنها هيتعملة محضر وقضية ويبقى من الناس الوحشة بتوع السجون دول علشان ماما نزلت غلط من المترو, طيب وفى حالة انها دفعت الغرامة زى ما كتير من الناس دفعت وكتير لسة هيدفعوا تفتكروا اية اللى هيحصل ؟؟ لو دفعت هى وابنها وغيرهم الغرامات دى فالفلوس دى هتتاخد و"مش" هيتصلح بيها الكراسى اللى هتبوظ بعدها بأسبوع علشان الست دى متفكرش تركب مترو تانى لأنها مش هتلاقى كرسى تقعد وترتاح علية.

قهوه بلدى مدونه حياتية ثقافية تكنولوجية لها عيون ترصد وتنقل لك كل جديد ومفيد