وردة بيضاء

طفل صغير واقف فى شرفتة ... ترى فى عينية فرحة هطول الامطار الغزيرة امامة ... يداعبها بين حين واخر ... ولا ينتبة لاى شئ حولة سوى قطرات المطر المتراصة فى خطوط مائلة متوازية ... وفى دهشة يرى ... ماذا يرى ؟ ... دقق النظر اكثر ... يالهول ما راى ... ماذا تفعل تلك الوردة البيضاء الوحيدة هناك ؟ ... لماذا هيا وحيدة ؟ ... يالروعتها ... لماذا تهتز يمينا وشمالا ؟ ... لماذا تغفو وتصحو ؟ ... لماذا تتراقص هكذا ؟ ... اهى فرحة بقطرات المطر التى تداعبها !!!! ام انها تستغيث متهالكة شاكية من قسوتها عليها !!!!

يهب واقفا حتى يكاد ينسى انة فى الشرفة ويريد ان يقفز اليها ليغيثها ويحميها . ويستدرك الموقف فى اخر لحظة ويقرر الذهاب اليها .وبالفعل فى لمح البصر يكون امامها وسيهب باقتطافها ولكن خطر فى بالة سؤال الح علية كثيرا قبل ان يفعل اى شئ ترى ما هو هذا السؤال ؟ 

ترى هل تستغيث بى فانزعها من هنا واحميها ؟ ام انها تتراقص سعيدة بالمطر فاكون انا قاتل فرحتها ؟

يسألها بلهفة وبراءة معهودة فى قلوب خضراء ... اتمسكين يدى فاحميكى واغيثك من كل هذا ؟ ام تريدين منى ان انصرف بعيدا واكتفى بمداعبتك والتصفيق لكى عندما تتراقصين ؟

اجيبينى !!!!!
اجيبينى !!!!!

تنظر لة الوردة البيضاء مبتسمة قائلة لة اترى اننى هنا منذ زمن بعيد ولم تعطنى هذا الاهتمام الا عند هطول المطر...اجبنى انت لماذا ؟ ... يجيبها الطفل فى رفق واضح ...

طالما كنت اراكى واسعد برؤيتك ولكنى لم استطع الاقتراب منك لما حولك من اشواك دائما ما كنتى تفزعيننى بها .

ابتسمت لة الوردة قائلة
اشواكى منى انا تحمينى انا ابث فيها سمى انا لمن اراد اقطتافى ليضعنى فى جيبة ليتجمل بى

واجعلها كما الحرير لمن اراد ان يرى جمالى ويستنشق عبيرى .

يطول الحديث بينهما حتى يقرر الطفل ان يضع حد لة قبل ان يندم على كل هذا الوقت فيسألها فى حزم ... اذا ماذا تريدين منى الان ؟ حمايتك ام أتركك هنا تصارعين قطرات المطر ؟

جائة الرد مفاجاءا .....

كثيرا ما انتظرتك لاقول لك .... ان قطرات المطر التى تقسو على الان ليست اشد قسوة من قلب تمنيت كثيرا ان يكون هو قاطفى وحامينى ومليكى ولكنة كان ينظر لاشواكى اكثر منى ولم يدرك يوما ان كل تلك الاشواك كانت خناجر فى قلوب من سبقوه ولكنها نسايم هواء على كفية .

احملنى بجذورى ولكن تذكر دائما

قطرات المطر لم تقتلنى ... فلا تقتلنى انت بتيار يتدفق من نهر قلبك .